صحيفة ألمانية: مدينة بادن- بادن تعاني من غياب الروس

قالت صحيفة "دي فيلت" إنه من المستبعد أن تستعيد مدينة بادن- بادن، التي ظلت على مدى 200 عام "مكانا لاستقطاب الروس"، مكانتها بالنسبة لهم وهو ما ستنتج عنه عواقب وخيمة بالنسبة لها.

ونوهت الصحيفة، بأنه يقيم في هذا المنتجع الألماني الصغير، 1150 شخصا يحملون جوازات سفر روسية ونفس العدد تقريبا يحملون جنسية مزدوجة.

وكما كتبت الصحيفة، تغير الوضع المعتاد هنا بعد تفاقم الأزمة الأوكرانية: شهدت "أكثر المدن الروسية في ألمانيا" الموجة الأولى من الصدمات عندما اختفى العلم الروسي من فوق مبنى كورهاوس (قاعة العلاج بالمياه المعدنية) وعلى مبنى بلدية بادن- بادن تم رفع العلم الأوكراني.

ويلفت النظر كذلك أن إحدى سلاسل المخابز الإقليمية قررت تغيير تسمية الفطيرة الألمانية التقليدية التي تصنعها من عجينة الشوكولاتة والجبن القريش والحلوى – كانت تسمى "Russischer Zupfkuchen" على مدى عدة قرون، لكن بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية باتت تسميتها فقط "Zupfkuchen" ببساطة، بدون كلمة "الروسية". إلا أن ذلك أثار موجة احتجاجات فاضطرت الشركة إلى التراجع عن قرارها.

وعلقت بادن-بادن علاقات الشراكة مع يالطا وسوتشي، ونأت قاعة الحفلات الموسيقية المحلية بنفسها عن قائد الأوركسترا الروسي فاليري غيرغيف، الذي أنقذ منذ ما يقرب من خمسة وعشرين عاما أكبر دار أوبرا في ألمانيا من الإفلاس، وتم إلغاء حفلات مغنية الأوبرا الروسية المشهورة آنا نيتريبكو.

وتبدي نورا واغيرسهاوزن، رئيسة مصلحة السياحة المحلية، قلقها لمعاناة المؤسسات الطبية والمتاحف والفنادق والبوتيكات في المدينة، من فقدان العملاء الروس الأثرياء، وتؤكد أن ذلك "تسبب في عاصفة قوية من سخط، لأن المحلات التجارية المعروفة في وسط المدينة فارغة من الزبائن".

ونقلت الصحيفة عن رينيه لوز العضو في الحزب الديمقراطي الحر ورئيس الاتحاد الثقافي الألماني الروسي، انتقاده لهذه السياسة التي وصفها بالمروعة، التي تلحق الضرر بالمدينة ذاتها بالمقام الأول، وقال: "الكثير من الروس استثمروا في هذه المدينة عندما كانت مفلسة".